قصيدة: سارّة
قصيدة: سارّة
————————–
كانت صغيرة
و كان أكبر أحلامها
أن تصبح يوما أميرة
كانت صغيرة
تضع وردتين على خديها
و تصنع من شعرها ظفيرة
كانت
ما أجمل ما كانت
أجمل فتاة في مدينتنا الصغيرة
تغرّد العصافير إذ تراها
تنسج الورود في مشي خطاها
و ترسم بلادا في مخيّلتها الكبيرة
يلفحني عطر براءتها
فأههتدي لقلبها لروحها
فتهتدي جوارحي و البصيرة
آه، ما اجمل ما كانت
كانت قصيدتي الأولى
أحلى أغنية
في بلادي الصغيرة
بلادي كانت كتابا و أقلاما
مدرسة الحي و الشوارع
و بضع أحلام و ظفيرة
كانت تعتّق الحب في قلبها
و تسقيه قلبي جرعات
فأنسى آثامي الخطيرة
و ما من إثم يا صغيرتي اِرتكبت
و ما من فتاة أحببت
حتّى صرت في حبها أسيرا
إسمُها
ما أجمل إسمَها
على الجدران كان يسطّر
و تكتب إسمي في قلب
على سور المدرسة و بيتها
و صار حلمها يكبر
و تحلم فتقول
يا حب لا تفارقني
فعن حبك لا أصبر
و إن ترحل كيف أعيش
كيف أقنع قلبي
ففراقك لا أقدر
و إن تاخرت عنها قالت
لماذا تربي البيْن
فعني لا تتأخر
و كبرنا و صرنا
في عمر العشرين
و طبشورها تكسّر
و نست كل أحلام العشرين
و صارت أميرة
و قلبها لي تنكّر
كانت ما أجمل ما كانت
كانت قصيدة و اغنية
و لكن المغني تكبّر
صارت أميرة
في بحر رغبتها
في رصيد بنكي يكبر
آه ما أجمل ما كانت
و لو نسيت
فطبشوري مازال يذكر…
——————————–
أسامة الطالب الجليدي
أفريل 2020
12:56
لمتابعة المزيد من الابداعات الثقافية زر موقع ثقافتنا
التعليقات مغلقة.