أبله المدينة
قصيدة: أبله المدينة
بقلم: أسامة الطالب الجليدي / تونس
————————
يجيء شتاء بلادي
وأنا لم أكل بعد من الترحال
أمضي من شارع لآخر
و لا أجد جوابا لذلك السؤال
من سينهي هذا الحصار اللعين
و كيف ستكون لهذا الوطن اجيال
و نحن لا نملك في الحي خياطا
و نحن لا نتقن غزل الحبال
فأتذكر أبله المدينة و نعليه
و جوابه لكل سؤال
بنعلين مثقوبين يا صاح
قد لا تسقط طائرات الاحتلال
يجيء شتاء بلادي
فيصبح الطقس أدفأ داخل المناجم
تُقفر الشوارع بمدننا باكرا
فتقفز تلك الحشود داخل الجماجم
فيبدأ التحليل الروتيني لتلك الصور
فتتلطخ يداك بدماء ظبي مسالم
ذلك اقرب مثال عن الصراع اللعين
و كيف كنا من جيل لجيل نقاوم
كونوا صفا واحدا تنتصرون
لكن فُرادا سنرضخ و نساوم
و نشرب عرق و دماء المضطهدين
على طاولات تنعم بنيذ أحمر قاتم
في هذا الشتاء يا صديقي
لن ينصفنا أي قرار للمحاكم
سأتذكر ابله المدينة و نعليه
و جوابه لكل خائن مساوم
بنعلين مثقوبين يا صاح
قد لا توحد عمال العالم
لن يرحل هذا الشتاء يا صديقتي
لن يرحل طقس الهموم و الأحزان
فابقي بجانبي كي لا تتوهي
كي نوحد الرايات في هذا الزمان
لن يلمس أحد جمال الروح فيك
لن يعرف أحد أن لكل روح عنوان
ربما اخطأ المسافر الطريق إليها
ربما ليس هو الوقت
لكن سيلتقيان
لكل عاشق و طن يا صديقتي
لكل طير مثلي
جرح من الزمان
لكنه جرح دفين فأجعله مولدا
يغمر الناس أملا
في كل هوان
لن يرحل هذا الشتاء يا صديقتي
حتى اكون نبيا
ينهي الاحزان
سأتذكر ابله المدينة و نعليه
و جوابه لكل امرء
مكسور الجناحان
بنعلين مثقوبين يا صاح
قد توحد الاحساس
باسم الانسان
أتذكرين أبله المدينة و نعليه؟
يا صديقتي ركزي جيدا فيّ و فيه
علّنا لا نتقاسم الزمان و الشكل
لكن بنفس النعل فقهت حكمة فيه
فيا صديقتي اكتبي ورائي
هذا الإسم خالد
فاحفظي اسمي و خطيه
و لتكتبي اسمي لعنة
في قمم المطبعين و اطليقيه
مثل الرصاصة في رؤوس
خائني الوطن و غاصبيه
و احملي حروفه من دماء
و على رايات العودة فلترسميه
و تأكدي من إعرابه و لحنه
فستجدين لحن النشيد فيه
و طرزي اعلام اقطارنا به
ففي كل قطر ستجدين شبيهي
و ليتوحد الشعب الابي باسم
ولنكن للوطن وطنا
بعد لعنة الفراق الكريه
—————————————–
3 ديسمبر 2019
لمتابعة المزيد من الابداعات الثقافية زر موقع ثقافتنا
التعليقات مغلقة.