مهرجان مستي بالكريب : نبش في الذاكرة و ترويج للجهة
مهرجان مستي بالكريب : نبش في الذاكرة و ترويج للجهة
تنظم “جمعية كنوز الطبيعة بالكريب” بالشراكة مع بلدية المكان و المعهد الوطني للتراث و دار الثقافة بالجهة فعاليات الدورة الأولى من مهرجان ميستي الاثري و ذلك من 13 إلى 15 من شهر ماي الجاري تزامنا مع الاحتفال بشهر التراث.
و قد تضمن اليوم الأول من هذه التظاهرة افتتاح معرض الحرف اليدوية و الصناعات التقليدية و عروضا في الفروسية و ندوة علمية تمحورت حول “مكونات الموقع الاثري و طبيعة الحفريات التي توقفت منذ مدة، في الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يكون قوة جذب سياحي و تنموي” حسب ما أكده رئيس البلدية لطفي السليطي في حوار خص به “ثقافتنا”
من أجل فتح الموقع أمام الزوار و انشاء مسلك سياحي بيئي…
يسعى المهرجان إلى التحسيس بأهمية التسريع في الأشغال و الحفريات ضمن موقع ميستي الاثري و فتحه للزوار و تركيز مسلك سياحي ثقافي و بيئي يكون الموقع الاثري من أهم مكوناته، خاصة مع ما تعرف به الكريب من إمكانيات طبيعية و ثروات غابية و أنشطة و منتوجات تقليدية و حرفية متنوعة من شأنها أن تمثل منطلقا مهما للسياحة البيئية و الايكولوجية.
وقد اختلفت التقديرات حول مساحة الموقع الاثري بمستي حيث يؤكد بعض الباحثين أن موقع مستي الاثري يمتد على 20 هكتار و قد تفوق مساحته ذلك بكثير و هو ما يجعل منه أحد أهم المواقع الأثرية في بلادنا.
و كانت ميستي مدينة مهمة في العصر الروماني حيث تقع على الطريق الرومانية بين قرطاج و الجزائر و اتخذها القائد الروماني “ماريوس” في أواخر القرن الثاني قاعدة له وقد ورد ذكرها للمرّة الأولى عقب هذا الانتصار الذي حققه القائد الروماني على جيش القائد القرطاجني يوغرطة في القرن الثاني قبل الميلاد .
و يؤكد الباحث و المتفقد الجهوي للتراث بالشمال الغربي محي الدين الشوالي أن “موقع ميستي شأنه شان عديد المواقع التونسية، يعود إلى الحقبة البونية و تعاقبت عليه عديد الحضارات كالبيزنطية و الرومانية” مشيرا إلى توقف الحفريات لعدة سنوات.
نبش في الذاكرة و أحياء طقوس و تقاليد الجهة..
يعمل المهرجان على احياء طقوس و تقاليد الجهة في مختلف المجالات و ذلك من خلال معارض و ورشات منها بعض التقاليد التي تلاشت بل و أصبحت غير معلومة لدى فئة واسعة من الأطفال و الشباب. و من أهم فقرات المهرجان تنظيم موسم “جز الخرفان” و “الغزل” و “النسيج”و تحويل المنتجات التقليدية و تقطير الزيوت الروحية، إضافة إلى احياء مراسم العرس التقليدي و مسابقات في القنص و الرماية .
و سعيا إلى تقريب الفعل الثقافي من الجمهور في مختلف أنحاء الجهة سيحل المهرجان ضيفا على منطقة حمام بياضة الريفية التي ستحتضن جانبا كبيرا من فعاليات هذه الدورة و خاصة منها المرتبطة بالموسم الفلاحي كجز الصوف و تحويل المنتوجات الفلاحية و الغابية كثمار الزڨوڨو و الأكلات الزمنية و العولة التقليدية.
و قال أحمد الجبالي مدير المهرجان أن هذه الدورة التأسيسية ستعمل على وضع أسس لمشروع ثقافي ذو توجهات اقتصادية و أجتماعية مضيفا “أن إبراز المخزون الحضاري و التاريخي للجهة و دفع التنمية ستكون أولويات هذا الفعل الثقافي و معربا عن أمله في أن يوحد هذا المولود الثقافي الجديد أبناء الجهة في مساعيهم من أجل تركيز مشاريع ثقافية و تنموية ترتقي بالوضع الاقتصادي و الاجتماعي بالجهة” مضيفا “أن التظاهرة تفتح أمام الحرفيين و الحرفيات مجالا للتعريف بالمنتوج التقليدي و ترويجه باعتبار حضور عدد هام من الزوار” .