ثقافة السعادة وثقافة النجاح
ثقافة السعادة وثقافة النجاح
يذهب في ظن الكثير منا أن النجاح مطية للسعادة فيشرع أغلبهم في تنويع وسائل نجاحه متصورا أنها ضمانات لتحقيق سعادته غير انه وان كان لأغلبنا تصور للنجاح يفيد بانه تذليل الصعاب من اجل تحقيق هدف او مجموعة اهداف في لحظة ما فانه مع ذلك يجب ان لا نخجل من الاعلان بان نفر قليل منا فقط تسمح له قدرته على التمييز بينهما وعليه فان جملة من الاسئلة تنبت في صمتنا عندما نراجع المسالة في هدوء الشيوخ :
هل يؤدي النجاح الى السعادة بالضرورة ؟
وهل تعني مراكمة وسائله ضمانا لسعادتنا في كل حين ؟
وهل ثمة احساس بالسعادة دون نجاح من دون ان يشكل ذلك خطرا على الصورة الاجتماعية لكل من يدعي ذلك داخل مجتمعات لا ترى من السعادة غير وجهها المادي والمظهري وهم يغيبون
في ذلك وجوه الاختلاف بين مجرد الفرح والسعادة ؟
ان ما يدفع الى التفكير في ذلك ليس مجرد استعراض لعسر التفلسف بمفاهيم التبست معانيها بل جملة من المعتقدات والظنون استولت على عقولنا لأننا في الاصل ضيعنا الفرق بين العقل كملكة “تفكير ” والعقل كملة حساب فصرنا نحسب ظنا منا اننا نفكر ونحل المشاكل ضنا منا اننا نباشر الاشكاليات وفي لحظة ما نستيقظ على وقع الكارثة انها ظهور اجيال ليست قادرة لا على السعادة ولا على الاسعاد ولا على المساعدة في التفكير في ذلك اجيال تنتظر مهمات توكل اليها دون ان تتمثل مهماتها بمفردها اجيال تنتظر من يصنع لها اهدافا تصل اليها دون ان ترسم لذلك طريقا يكون السير فيه متعة لا تنتهي ، اجيال تردد اناشيد الغير ولا تصنع الاغنيات تحفظ الاجوبة ولا تخلق الاسئلة تراكم المعارف ولا تفكر اجيال تتشابه احلامهم الى حد التماثل اجيال لا تجيد تدقيق الفرق بين التفوق والتميز ذلك اننا نتفوق في مهمة او تمرين ولكننا نتميز في نمط حياة ورؤية افق اجيال لا تفهم القوة الا في علاقتها بإضعاف الاخرين ولا تتخيل الذكاء الا في اطار الخبث والتحيل والغش والتزوير .
على من سيخطب في الناس لاحقا ان يركز على التالي :
مجرد الاحساس بالفرح لا يعني انك سعيد
الحصول على الحقوق وتحصيل الرفاه ليس وحده علامات سعادة
ان تنجح في مهمة الى حد التفوق فهذا ليس مجلبة للفخر حتى يرتبط تفوقك بمساعدة الاخرين على التفوق على اسباب التراجع عندهم
كمال الجامعي
للاطلاع على المزيد من مقالات الرأي الثقافية زر موقع ثقافتنا
التعليقات مغلقة.