After Header

الطعام نعمة لنا أم نقمة ؟

142

الطعام نعمة لنا أم نقمة ؟

هو سؤال حيرة أمام ما كان بالفعل نعمة وما شككنا أبدا في إمكانية تحوّله إلى نقمة لولا ما صار يحدث للناس اليوم من بعض تلك الأطعمة المصنوعة أو المحضّرة من تلك الخضر والغلال

التي صارت ملوثة بفعل استعمال الكثير من الأدوية أو هي من أصلها مشوهة إذا لم نقل مسمّمة

بفعل تهجينها في مصادرها الأولى وكأنما نحن في مواجهة حرب عالمية غير معلنة كما أشرنا

إلى ذلك في المرة السابقة .

لهذا سيكون لنا الآن في هذا الموضوع وجهة نظر أخرى حول ما يمكن أن نتصدى به لمواجهة عدونا في هذه الحرب الباردة أو ما يمكن أن نتحصّن به ضدها .

يبدو لنا خطأ أن الكثير من الناس في صحة جيدة في حين أن الغالبية منهم في الواقع مصابون بأمراض مختلفة وذلك بسبب ما ذكرنا من فساد في الأطعمة المتناولة وأيضا بسبب تناول البعض منهم للطعام بطرق غير محكمة وغير صائبة :

جسم الإنسان في الحقيقة هو بمثابة مصنع للخلايا النشيطة التي تعمل دائما على تنميته وتطويره والقيام به وصيانته والحفاظ عليه أيضا من المكاره أو ما يُصيبه من الأمراض ، هو بمعنى أوسع مصنع للحياة في مجابهة الموت

إذ هو كلما ازداد حركية في صنع الخلايا الحية كلما ازداد حركية في صنع الخلايا الميتة أي أنه يتخلى في كل لحظة عن الخلايا القديمة التي تموت حالما تُولد الخلايا الجديدة

وبالتالي فلا بد أن يكون لنا من أنفسنا رُقباء (إذا لم أقل أطباء ) يُحسنون السهر – قدر المستطاع – على استقبال الوافدين الجدد وتوديع الرائحين من أولاء وهؤلاء حتى  لا يحدث ازدحام قد تتعطل فيه الحركة الدموية وبالتالي الحركة التنموية ويصاب المرء تاليا بالتوعك وما ينجر عنه من المضاعفات التي قد توصف لا حقا بالخطيرة

إذ أن توقف أي عضو من أعضاء جسمنا عن الحركة قد ينتج عنه تجمّد أو انحصار للدم أم تعفن

أو أي خلل آخر مثلما يحدث للأرض أمنا خارج أبداننا نتيجة ما نتسبب لها فيه من التلوث دائما.

فالمطلوب إذن للمحافظة على أجسامنا سليمة معافاة أكثر ما يمكن في الزمان والمكان هو حسن التصرف وحسن الإدارة لشؤون أبداننا كما يجب أن نفعل مع مؤسساتنا الاقتصادية والاجتماعية

في بلداننا وكما يجب أن نفعل أيضا مع أمنا الأرض الطيبة التي تمنحنا الحياة وتعتني بنا دائما وذلك بتجنيبها أكثر ما يمكن من حالات التلوث حتى تستمر سليمة وصالحة لنفسها ولنا لأن التأثير متبادل بيننا إيجابا وسلبا دائما.      

للاطلاع على المزيد من مقالات الرأي الثقافية زر موقع ثقافتنا

التعليقات مغلقة.