“في زمن الكورونا..الفكاهة هي الحل!!؟؟”.
“في زمن الكورونا..الفكاهة هي الحل!!؟؟”.
..من المتفق عليه، أن الفكاهة ليست وليدة الازمات و الاحداث الاجتماعية الكبيرة، وان كانت تتجلى
و تتضح بها، ذلك انها مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطبيعة الانسانية منذ القدم، وحس الفكاهة و القدرة على التنكيت يعتبر سمة من السمات البارزة لما لها من قيمة انسانية عالية.
فهي تشكل هروبا من الواقع أو محاولة انكاره حيث تعمل بمنطق خفي لتهدئة التوترات من هول الحدث ،فتقوم بالتنفيس على الناس و اشباع المطالب اللاشعورية باعتبار أن الانسان يعالج نواقصه بالسخرية منها.. فالفكاهة وليدة البيئة التي تولد فيها ، تفرزنا ظروف سياسية ،اقتصادية اجتماعية
و ثقافية وفقا لمتطلبات المرحلة و قد يدفعها تواتر الاحداث لتتحول لموجة عامة و أسلوب تعبيري تنشغل به كل الطبقات..
لقد سعت الفكاهة في زمن الكورونا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الى بث روح الدعابة
و النكتة الساخرة في قلوب التونسيين لا سيما في المراحل الاولى من انتشار الفيروس حيث بدأت موجات التنكيت على الاًسيويين عموما
و الصينيين خاصة و بدأت التصميمات الساخرة تحمل مواضيع متعددة حول الاًخر، و نظرته الدونية له لتتحول موجات الفكاهة نحو ايطاليا و أمريكا التي فقدت الألاف من أبناءها لتحط رحالها في البلدان العربية ثم الحكومات
و شخصياتها الاعلامية حيث اتخذت صورا تعبيرية مختلفة جمعت بين اللاذع
و الطريف، الى درجة أننا أقررنا أن مؤلف النكتة طبيب نظرا لكمية التوعية بالمخاطر لا سيما في ظل عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ..ومهما يكن من أمر فان قيمة الفكاهة تكمن في انها انعكاسا لرؤية داخلية لأوضاع بيئية و صحية
و اجتماعية لفها الخوف و الهلع من المجهول و من هنا نفهم الهدف من الاضحاك الذي يعتبر علاجا يساعد المواطن على التنفيس على انفعالاته
و تخوفاته و عصبيته ، على الرغم ان النكتة لا تحل المشكلات و لكن تساعد الشخص على أن يكون اقل عرضة للأمراض ، وهو ما أثبتته دراسات علمية
ان الشخص كثير الضحك تنشط عضلات جسمه و تحدث تغيرات فيسيولوجية كزيادة نشاط الغدد
و سرعة التنفس و زيادة السكر في الدم..
لقد اثبتت الفكاهة في زمن الكورونا ، أنها سلاحا معنويا يستعمله العامة
و المثقفين و حتى السياسيين من أجل الابتعاد عن رتابة الحياة و تقلباتها
و صراعاتها مما يعزز لديهم الانسجام و التوازن النفسي في اطار ما تفرزه الفكاهة من موجات ايجابية متعالية عن واقع مرير متأزم لا سيما في ظل انتشار هذا الوباء العالمي الذي كانت له اًثارا كارثية على جميع المستويات..
#الفكاهة دواء لكل داء.
للاطلاع على المزيد من مقالات الرأي الثقافية زر موقع ثقافتنا
التعليقات مغلقة.