الاعتراض الصامت
الاعتراض الصامت
مالذي يمكن أن نعرف به الاعتراض الصامت قبل أن يترجمه الكسالى الى ضرب من السلبية يُقذف بها الحكيم دفاعا منهم على تهافت اقوالهم وعبثية أفعالهم وتغطية على اللامعنى الثاوي في ضجيجهم ، ان الاعتراض الصامت تأجيل للمواجهة يُقدر جيدا مراحل المعركة و يتقبل تحمله لحماقات الخصوم ايمانا منه بان المعارك لا تنتهي وانما يطور المتصارعون وسائلهم بما يتناسب مع مقتضيات المرحلة وأهدافها وفي هذا الاطار يمكن أن نفهم الصمت والتراجع وحتى الانسحاب
لا باعتبارها علامات ضعف ومؤشرات هزيمة بل باعتبارها أقوى تكتيكات التقدم واجل ميزة للعقل والعقلانية لأنها تفرغ شحنات التأهب عند العدو
وتراوغ استعداده لتحمل الاقصى في هذه المعركة ، على هذا الاساس فان مواجهة القوة العاتية
لا يصنف دائما ضربا من الشجاعة بل يصنف في المعارك الحديثة ضربا من الغباء الذي لا يؤدي الا الى سردية تغير قِيميا طعم الهزيمة وتلونها بمفاهيم الصمود والتحدي والمواجهة ، اذ تتغير وحدات قيس كل شيء عندما نفكر من اجل الدولة والوطن فثمة فرق بين من يدعي الانتماء للدولة والوطن وبين من يتشدق بذلك لمزيد تنويم الانصار ، ان قيمة ما ينجزه البشر يُعير في الغالب بمدى مغالبته للزمن في المعنيين : اولا انتصاره على التلاشي والزوال ومن ثمة بقاؤه وثانيا اختصاره للوقت وعليه فان العقل البشري لا يستطيع ادعاء البطولة ما لم يضع في اعتباره بعد الزمن ، لذلك نعرض اليوم للاعتراض الصامت باعتباره حالة ذهول ايضا وتساوي المسافة بين الرجوع وبين التقدم عند البعض الاخر يجعل من اختار السير معهم ضربا من الجنون لانهم ذاهبون الى الهاوية بتدبير
من الجهلة وداخل تصور متحجر للسلطة ومعارضتها في اَن . لقد ضيعوا عقل الشعب حتى ينشغل عن السياسة بسواها ولما فاجأتهم لعبة الديمقراطية لم يجدوا ما به يتوجهون الى عقولهم غير الاكاذيب . اوفياء لماذا اذن؟ اوفياء لمن ؟
كمال الجامعي
للاطلاع على المزيد من مقالات الرأي الثقافية زر موقع ثقافتنا
التعليقات مغلقة.