After Header

الخَائِن

177

 

الخَائِن

أخائن أنا

أخاف من الجواب

و لن أحمل أوراقي لأُبرِّر

و لن يطرق الندم بابي

رفاقي يعرفون، ولا مرة خنت

ولو كان سجني تحت التراب

وأصدقائي عالمون بقلبي

أطعمهم منه دون احتسابِ

أخائن أنا

أخاف من الجوابِ

لي قضية أحرسها بعمر

فلا خشية من ظلام السردابِ

لم أتململ يمنة و يسرة

بل حجرا حجرا بنيت محرابي

ووقفت به متعبدا

فما من ناصر إلا وقرع بابي

أخائن أنا

أخاف من الجوابِ

و إسمي منشور على كل صفحة

وكل يدع لي ربه بالعقابِ

ولكل منهم في قلبي جرح

فقلت شكرا بكل اقتضابِ

وغادرت بكل صمت قلوبهم

فصوبت لقلبي كل الحرابِ

وكنت دوما الخائن يا قلبي

و كنت إغراء طاولة المرابي

أخائن أنا

أخاف من الجواب

لصغيرة التجارب في الحب

أجربت يوما فهم خطابي

أجربت يوما تفتيش خارطتي

عزف أغنيتي عبور بابي

أنا الخائن وقد كنت

غيرت لأجلك أقنعتي وثيابي

ولا واحد منها أعجبك

وفي بيت الحب كنت حجابي

أسمعت يوما عن حب

بين السجين والحجابِ؟

كذلك مرت أيامنا سريعا

وللثورة الخلود يا أصحابي

غادرت سجني بكل إندفاع

وعلى حكامه أعلنت انقلابي

ما كانت خيانة ولكن

مثلما لك سبب فلي أسبابي

أخائن أنا

أخاف من الجوابِ

أتركي كل التفاصيل

ولا تتبعي يوما سرابي

مللت من تهمتك لي

فلا تجربي ترميم الخرابِ

أهربي من وهم الذاكرة

أهربي إلى خانة الصوابِ

أنا ما كنت خائنا يوما

ولكني أخطأت

حين أدخلتك محرابي…

بقلم: أسامة الطالب الجليدي / تونس

11 ديسمبر 2020

للاطلاع على المزيد من الابداعات الثقافية زر موقع ثقافتنا

التعليقات مغلقة.